خرج ولم يعد
خذ كلّ شيء:
مال قارون، الوجاهة والكلام
وأعطني بعض الهدوء فقط
لأجعل كلّ هذا الكون
طوع قصيدتي.
وهو في مقعده الخلفيّ، خلف السّائق الطّاعن في الطّاعة، ألقى نظرة عجلى على الشّارع من خلف الزجاج، اتجهت عيناه في غير اتّجاه، كي تعودا، وهو يسترخي، إلى شبه ملفّ نائم بين يديه، اشتبكت عيناه بالشّارع، ألقى نظرة عجلى على لافتة علّقها أعوانه بالأمس واستبشر خيرا وهو ينزاح إلى الخلف، شمالا. ذو الأهمّيّة، ينزاح جنوبا وهو يلقي نظرة عجلى على محموله الأخرس : ما الأمر؟ وألقى نظرة عجلى على السّائق وانزاح إلى الخلف، بحيث التقطت عيناه شيئا يعبر الشّارع في غير انتباه، ودّ لو شاهده، كان صديقا، آه لو شاهده الآن، تداعى وهو يلقي نظرة عجلى على الماضي البعيد، اشتبكت عيناه بالشّارع والشّارع مكتظّ كما لم يره من قبل، ما الأمر؟ تمطّى وهو يلقي نظرة عجلى على ساعته، ودّ لو استعمل في الشّارع ساقيه ولكنّ الزّحام، ازدحمت في رأسه أكثر من زوبعة، أيقظه الهاتف من غفوته، ماذا؟ وألقى نظرة عجلى على سائقه: عد أنت واتركني هنا، لي رغبة في المشي، مثل النّاس، في الشّارع، وحدي.
لا أهمّيّة بعد الآن، ألقى نظرة عجلى على مقعده الخلفيّ والسّائق يبكي، قال للسائق: شكرا واختفى بين الزحام.
خذ كلّ شيء:
مال قارون، الوجاهة والكلام
وأعطني بعض الهدوء فقط
لأجعل كلّ هذا الكون
طوع قصيدتي.
النّابت في نفس الرّحم، استولى بالأمس على أمطار أخيه وحوّلها من حيث أراد، إلى أشجار بين يديه.
النّابت في نفس الرّحم، ألغى الّتاريخ لصالحه وتصالح في الأثناء مع الأشرار ولمّا جيء به، في خاتمة التّطواف، بكى.
كم كان ضعيفا وهو يعود إلى ما كان عليه
وكم كانت يده عجفاء على أبناء قبيلته الفقراء إلى حدّ والمنكوبين بلا حدّ.
كم كان صغيرا وهو يناهز مائة عام من عمر، ما قضّى منه، عدا يومين، سعيدا
يوم بكى في عزلته، من فرط سعادته بالممكن من أسطورته
وكذلك يوم تجمّع في يده أعيان القرية والفقراء بلا فقر
فاستبقى في يده السّبّابة والإبهام
وألقى للحيتان أصابعه الأخرى.
خذ كلّ شيء:
مال قارون، الوجاهة والكلام
وأعطني بعض الهدوء فقط
لأجعل كلّ هذا الكون
طوع قصيدتي.
القادم من إقليم آخر
لا يعنيه من المدن، النّاس، الأشياء
عدا أن يعثر وهو الطّالع من بئر الحرمان
على امرأة في الشّارع أو في النت أو في أيّ مكان آخر
حتّى يجلدها بالكامن فيه
بألف أنا متورّمة
وبغيرته العمياء عليها
وهي بمنأى عنه ملايين الكيلومترات
تشرّحه عضوا عضوا في مخبرها السّريّ
وغير بعيد عنها سيغموند فرويد
يمعن في ضحك هستيريّ، مرّ.
خذ كلّ شيء:
مال قارون، الوجاهة والكلام
وأعطني بعض الهدوء فقط
لأجعل كلّ هذا الكون
طوع قصيدتي.
أقصى ما أفعله
وأنا في أعدائي
أن أردم شيئا تحت الأرض وأصمت أعواما
فإذا عادوا
وأنا في موسم جني مشهود
انقلبوا أعداء لأنفسهم
خذ كلّ شيء:
مال قارون، الوجاهة والكلام
وأعطني بعض الهدوء فقط
لأجعل كلّ هذا الكون
طوع قصيدتي.
حمّال الأوجه
ديناصور الأسئلة الكبرى
ووحيد القرن الشّامخ، في المنفى، بتعدّده
كم يلزمه من وقت، هذا الإكسبرس...
كي يتوقّف لامرأة
ظلّت تترصّده من يوم ولادتها
حتّى هذا التّاريخ؟
خذ كلّ شيء:
مال قارون، الوجاهة والكلام
وأعطني بعض الهدوء فقط
لأجعل كلّ هذا الكون
طوع قصيدتي.
أوّل الفيء أنت
وأخره وطن يتخبّط في العمق منك
وقيء لذيذ
يعاودك الآن، شكرا إذن
لم نرد أن نغامر بالبذرة المستحيلة إلاّ لنبقى على الأرض ملتحمين
نباعد بين الحقيقة والوهم من أجل أغنيّة مّا...
ليجمعنا في النّهاية شيء
ولا شيء يجمعنا غير شيء عظيم
هو الجرح
والكلمات
وأشياء أخرى.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق